طرق المحافضة على الصحة النفسية لأطفالنا
طرق المحافضة على الصحة النفسية لأطفالنا
.في الحقيقة فإن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم، فهم مستقبلها الذي تبني عليه طموحاتها وآمالها، وأي ضرر يلحق بهذه الفئة العمرية فإنه بلا شك يؤثر على مستقبل دولة بأكملها، ولذلك من المهم الاهتمام بهذه الفئة لتحقيق النهضة والتقدم.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن، ما المرحلة السنية لفترة الشباب؟
هناك تباين في تحديد سن الشباب من مجتمع لآخر؛ بسبب اختلاف المجتمعات في الأوضاع الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ففي بنغلاديش، يُنظر إلى الطفل الذي يذهب إلى المدرسة دون أي مسؤوليات اقتصادية أو اجتماعية على أنه طفل إلى أن يصل إلى سن البلوغ، ومع ذلك، لا يعد الأولاد أو البنات العاملات أطفالاً، حتى لو بدأوا العمل في عمر 6 سنوات = وبحسب الأمم المتحدة فإن سن الشباب يبدأ من عمر 15 حتى عمر 24 عام، في حين أن ميثاق الشباب الأفريقي وضح بأن سن الشباب يتراوح من 15 إلى 35 عام. وغالبا ما يشار إلى مرحلة الشباب إلى الشخص الذي يتراوح عمره بين ترك التعليم الإلزامي وإيجاد وظيفته الأولى.
لماذا يجب الاهتمام بهذه المرحلة العمرية؟
هناك أسباب كثيرة تدفعنا للاهتمام بالصحة النفسية للشباب، سنذكر منها ما أفردته التقارير الدولية والدراسات البحثية في هذا الموضوع.لقد توصلت البحوث إلى أن حوالي 50% من جميع اضطرابات الصحة الصحة النفسية على مدى العمر تظهر بحلول سن 14 عام، و 75% منها تظهر عند سن 24 عام وبحسب تقرير لجنة الصحة النفسية في نيوزيلاندا عام 2011 فإن العديد من الاضطرابات النفسية تبدأ في مرحلة المراهقة، والاضطرابات أكثر انتشارًا في هذه الفئة العمرية مقارنةً بالبالغين.
ويؤيد هذا الكلام تقرير الصحة النفسية باستراليا عام 2016؛ حيث وُجِدَ أن هناك ارتباط إيجابي بين تقدم عمر الشاب واحتمالية حدوث مرض نفسي خطير؛ حيث ارتفعت نسبة الاحتمالية من 20.8% عند سن 15 عام إلى 27.4% في الفترة من 19 – 20 عام.
ونلاحظ من خلال هذه النتائج أن فترة المراهقة هي فترة حرجة في حياة الفرد؛ حيث تحدث تغيرات كبيرة على الصعيد النفسي والجسمي، ويواجه فيها الفرد العديد من التحديات سواء تحديات اجتماعية أو عاطفية أو أكاديمية، ولذلك فإن هذه المرحلة من العمر هي ذروة ظهور العديد من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على حياته.
وللأسف الشديد، إن لم نحسن التعامل مع الفرد وتقديم الدعم له في هذه المرحلة فإنه سيكون معرض بشكل كبير للانحراف؛ فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن السبب الأول للوفاة بين الأفراد الذين تتراواح أعمارهم بين 15 و 29 عام هو تعاطي الكحول والمخدرات والتي ينتج عنها سلوكيات ضارة مثل ممارسة الجنس غير المشروع والتهور في القيادة واضطرابات الأكل، والسبب الثاني للوفاة هو الانتحار، بينما السبب الثالث هو الإصابة بالاكتئاب.
وبالطبع فإن هذه الإحصائيات هي ترجمة للتحديات الكبيرة التي يواجهها الشباب في مراحل حياتهم الأولى؛ حيث يتعرضون لضغوط كثيرة، منها: الضغوط الدراسية، والضغوط الاجتماعية، والضغوط الاقتصادية، والضغوط التكنولوجية، وبالتالي أصبح حماية الشباب من الاضطرابات النفسية بمثابة حماية لمستقبل دولة بأكملها؛ إذ أن الشباب هم الأعمدة الرئيسية التي يتم الاعتماد عليها من أجل تحقيق التقدم والرفاهية للمجتمع. وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدولة ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تحصين الشباب وزيادة مناعتهم ضد الاضطرابات النفسية. وفي حديثنا هنا سوف نركز على بعض الخطوات الوقائية الواجب القيام بها على المستوى الشخصي وعلى المستوى المجتمعي.
خطوات للوقاية من خطر التعرض للاضطرابات النفسية
1. احصل على فترة كافية من النوم.
2. حاول قضاء وقتا كافيا مع الأهل والأصدقاء بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية.
3. القيام بأشياء نافعة ومريحة للنفس، ولقد حدد الخبراء قائمة عامة تسمى قائمة السعادة اليومية، وهي مجموعة من الأنشطة التي يمكن للفرد أن يمارسها وتشعره بنوع من الارتياح؛ مثل: مساعدة محتاج، الابتسامة في وجه الآخرين، الاستمتاع بالوقت في التأمل "مشاهدة الشروق والغروب".
4. مارس الرياضة بشكل منتظم وبطريقة متوازنة؛ فلقد بينت الدراسات أن النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى إلى تحسين احترالذات، على الأقل في المدى القصير ، كذلك فإن الرياضة تفيد في حالات الإصابة بالقلق الحاد والاكتئاب
كذلك فإن ممارسة الرياضة تساعد في تحسين المزاج (Pيلوسو & إندرادي، 2005)
5. عبر عن مشاعرك الداخلية بحرية ودون خجل، ويفضل الإفصاح عنها أمام شخص موثوق ومقرب لديك.
6. تعامل مع الضغوط بطريقة إيجابية، وخد باعتبارك أن المشكلات ما هي إلا فرص لاكتساب الخبرات في الحياة.